ds

من مواطن في كيفه إلى وزيرة الصحة ! يقلم/ النهاه ولد أحمدو

الخميس 28 مارس 2024 الموافق 18 رمضان 1445 للهجرة ، تحل بمدينة كيفه وزيرة الصحة السيدة الناها بنت حمدي ولد مكناس لإطلاق الحملة الوطنية للتلقيح ضد شلل الأطفال المستفحل فعلا في بلادنا ، رغم أن منظمة الصحة العالمية تؤكد في إحصائياتها الوبائية أنه نظرا لفعالية الحملات ضد هذا المرض تراجع بصفة شبه تامة حتى كاد يصنف وباء مختفيا عالميا ، كالجدري وغيره .

ألم يكن الأولى بالسيدة الوزيرة أن تكون زيارتها للإطلاع على الحالة الوبائية لمرض الحصباء الذي ينتشر في الولاية منذ أكثر من 3 أشهر ، وخلف عديد الضحايا ولم تحرك الوزارة ساكنا ؟

ألم يكن الأولى أن تكون الزيارة للوقوف على درجة التردي التي يشهدها مركز استطباب كيفه على جميع المستويات ، حين غاب الأطباء في تخصصات حساسة كالسكري وأمراض الجلد والحروق ...

وتحولت غرف العمليات إلى غرف موت ، وافتقدت مستودعات مركز الإستطباب جميع الأدوية الأساسية ، فلا مصل مضاد للسموم ، ولا آخر لداء الكلب ، ولا أي نوع من الأدوية المخصصة للحروق ، فمات الناس بلسعات العقارب وعض الكلاب وأبسط حوادث الحروق .

فلماذا هذه الزيارة في هذا التوقيت بالذات في المنتصف الأخير من شهر رمضان المبارك الذي لوحظ فيه هذه السنة غياب تام لجميع برامج الدعم الموجهة للفقراء بالتزامن مع الارتفاع الصاروخي للمواد الاستهلاكية ؟

لماذا في هذا الوقت بالذات ودراجات الحرارة تتابع تصاعد منحنياتها مرطبة بالانقطاعات المتتاية للتيار الكهربائي ، مع بداية صيف ينذر بشح وندرة في المياه على مستوى مقاطعة كيفه ؟

هل من مسد نصحا للسيدة الوزيرة وملفتا انتباهها وحكومتها إلى أن أطفال كيفه هم أكثر حاجة إلى كسرة الخبز وقطرة الماء منهم إلى لقاح ، الله وحده أعلم بتاريخ إنتاجه ومدى صلاحيته وظروف استجلابه وحفظه ؟

أم أن الأمر لايعدو كون الوزيرة وعلى غرار الجدات تحاول إلهاء أحفادها حتى يدركهم النوم ؟